خواطر قرآنية ( الحواميم ) أ. عمرو خالد كتبهامن لا مكان ، في 15 مارس 2011 الساعة: 20:51 م الحواميمهي ست سور متتالية بدأت كلها بـ ( حم ) فسميت بالحواميم، و الحروف في بداية السور اختلف في تفسيرها العلماء، و لكن من ضمن ما قالوه عنها أن الله تعالى يتحدى بهذه الحروف كل من ينطق باللغة العربية فيقول لهم أن هذه الحروف هي المادة الخام للغة و التي نستعملها جميعا و لكن هل منا من يقدر أن يصنع من هذه الحروف قرآنا معجزا كالذي نزل من عند الله ؟
و قيل أيضا أن هذه الحروف تمثل الكود الذي يربط بين السور التي تبدأ بنفس الحروف، فمثلا سور البقرة، و آل عمران، و العنكبوت كلها بدأت بحروف (الم) و جاءت كلها تتحدث عن المنهج فالبقرة تتحدث عن المنهج، و آل عمران تتحدث عن الثبات على المنهج، و العنكبوت تتحدث عن مجاهدة الفتن حتى لا تصرفنا عن المنهج.
و الحواميم أيضا يوجد بينها العديد من الصفات المشتركة كما يلي:
كلها مكية.
كلها بدأت بذكر قيمة القرآن (فصلت 2، الشورى 3، الزخرف 2، الدخان 2، الجاثية 2، الأحقاف 2 )
كلها ذكرت موسى عليه السلام و بني إسرائيل ( فصلت 45، الزخرف 46، الدخان 17، الجاثية 16، الأحقاف 12 )
كلها تركز على أهمية الوحدة و خطورة الفرقة ( فصلت 45، الشورى 13-14، الزخرف 63، الجاثية 17 )
كلها ذكرت انتقال الرسالة من بني إسرائيل إلينا ( الشورى 13، الجاثية 18، الأحقاف 12)
كلها توصى بالصفح و الإمهال ( الشورى 23، الزخرف 89، الجاثية 14، الدخان 59، الأحقاف 35)
هدف السور
واجبات علينا القيام بها و محاذير يجب الابتعاد عنها.
و كل سورة من السور ركزت على جزئية معينة إما من الواجبات أو من المحاذير.
1- سورة الشورى
تركز السورة على أهمية الوحدة و خطورة الفرقة، فالاختلاف لابد أن يحدث بين البشر لأنه من طبيعة النفس البشرية، و لكن يجب ألا يسبب في الفرقة بين الأمة، لذلك سميت بالشورى لأنها العلاج الأمثل لاختلاف وجهات النظر.
2- سورة الزخرف
هي سورة تخاطب كل من تعلق بالمظاهر. و توضح السورة أن الزخرف الحقيقي في الجنة و ليس في الدنيا، و توضح أن الانبهار بالمظاهر قد يكون السبب في تضييع المسؤولية و الرسالة من الأمة.
و ذكرت السورة كذلك قصة فرعون و ركزت على مدى تباهيه بثروته و جاهه و مصيره رغم ذلك.
كما ذكرت السورة قول قريش للنبي عندما بُعث فيهم " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" فكان المقياس عند قريش هو المظاهر الخادعة، و في هذا تنبيه لنا أن المقياس الحقيقي للبشر ليس المظاهر بل الجوهر.
كما ذكرت السورة عيسى عليه السلام لأنه رمز الزهد و عدم الانخداع بمظاهر الدنيا.
و في الآية 44 " و إنه لذكر لك و لقومك " تركز على معنى هام جدا و هو أن الشرف الحقيقي في الدنيا الذي يجب أن نعتز به و نتمسك به.
3- سورة الدخان
تركز هذه السورة على مظاهر أخرى دنيوية قد تخدع البعض منا و يجب علينا الحذر منها، فتتحدث عن الثروة و السلطة و التمكين في الأرض، فهي تمثل تكمله للمظاهر التي ذكرت في سورة الزخرف و يجب الحذر منها.
4- سورة الجاثية
تحذر من خطورة التكبر في الأرض.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"5- سورة الأحقافتوضح أنه بالرغم من كل ما سبق و قيل في القرآن فإنه سيكون هناك من يسمع و يطيع، و من سيرفض و يأبى الطاعة.و ذكرت السورة نموذجا الجن لأنهم آمنوا بما سمعوا من القرآن، و ذكرت نموذجا لابن عاق دعاه والداه لٌلإيمان و لكنه أبى و رفض.و توضح لنا السورة أنه بالرغم من الجهد الذي قد يبذله الداعي إلى الله، فإن الهداية هي من عند الله وحده، و توفيق منه تعالى.و جاء في ختام سورة الأحقاف و هي خاتم للحواميم الآية 31 " يا قومنا أجيبوا داعي الله " و فيها دعوة صريحة لاتباع أوامر الله و الإيمان به.و ختمت الحواميم بالآية 35 في سورة الأحقاف"فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل.." و فيها دعوة إلى الصبر و الترفق و اللين في الدعوة، فديننا دين الرأفة و الرحمة و اللين.خلاصة هذه السور
عليكم بالشورى، و احذروا الكبر و المظاهر الخادعة و السلطة.